بيان العملي
ويدل على أن البيان العملي قد يكون قصيرا وغير رسمي،
وقد يستغرق وقتا طويلا، ويتخذ طابعا رسميا أمام جمهور كبير من المشاهدين.
وليس من الضرورى أن يقوم المدرس بالبيان العملى
بنفسه في كل مرة، بل من الأفضل أن يعطي الفرصة أحيانا لبعض التلاميذ في الإستراك
معه، أو في تقديم بيان عملي بمفردهم وتحت إشرافه. وقد يدعى شخص لإعطاء بيان عملي
في موضوع يعتبر خبيرا فيه. وقد يستعين المدرس بفيلم متحرك أو فيلم ثابت، يوضح
طريقه عمل شيء المراد عرضه.
يؤدي هذا التنويع في تقديم البيان العملي إلى تشويق
التلاميذ وزيادة حماسهم وميلهم للتعليم، كما أن تقديم التلميذ بيانا عمليا أمام
زملائه يكسبه- إلى جانب تعلم ما يقدمه- ثقة بالنفس، والقدرة على التنظيم والتركيز،
وإحساسا بأهمية الوقت ودقة التوقيت، وضرورة التفكير والتخطيط قبل التنفيذ.
ودعوة شخص متخصص لتقديم بيان العملي لتلاميذ في
موضوع تخصصه، يزيد من خبرة التلاميذ وتعرضهم لكفاءات مختلفة. ويوضح لهم المدرس
بالأسلوب العلمي كيف أن لكل شخص إمكاناته
المحددة، وأنه لا عيب مطلقا في الاستعانة بمن هو أكثر علما ودراية في سبيل المصلحة
العامة.
وفي حالات كثيرة، يعتبر اتجاه عمل مقدم البيان
العملى بالنسبة للتلاميذ مهما للغاية، وهنا يجب أن يتخذ وضعا يماثل الوضع الذي
سيكون فيه التلميذ عند القيام بالعمل.
فمثلا عند عرض طريقة عمل غرزة في درس تطريز. فإنه
يتحتم أن تعرض المدرسة خطوات العمل في الإتجاه نفسه الذي تتطلبه التلميذة، فإن كانت
الغرزة تبدأ من جهة اليسار وتتجه إلى يمين.
فيجب أن تراها التلميذات في هذا التسلسل. ولن يكون
ذلك ممكنا إذا وقفت المدرسة في مواجهة التلميذات (لأن يسارها يصبح يمينهن في ذلك
الوضع)، ومن ثم.. فعليها تخطيط بيانها العملي على نموذج تعمل فيه، وظهرها إلى
التلميذات فيكون العمل أمامهن بالطريقة السليمة، مع مراعاة ألا تخفى ما تقوم
بعمله، وهي في هذا الوضع قد يفيد في تلك الحالة تكرار البيان العملي المجموعات
صغيرة من التلميذات، بحيث تجلس المدرسة بين التلميذات كل المجموعة لشرح وعرض طريقة
العمل.
تستخدم
المرايا العاكسة التي تثبت أعلى منضدة البيان العملي، لتوضيح مسقط أفقى لما يتم
عمله من خطوات على المنضدة، يفيد ذلك في
تقديم بيان العملي لبعض الأصناف حين يصعب
على التلميذات وؤية المرآة، لإتاحة الفرصة لكل تلميذة أن ترى البيان العملي بوضوح،
وذلك قبل البدء في تقديمه.
يجب –
وبقدر الإمكان- أن تكون الأشياء المستخدمة في البيان العملي من حجم ونوع الأشياء
نفسها التي تستعملها التلميذات فيما بعد، فمثلا عند شرح طريقة ترتيب سرير يجب أن
يتم الشرح على سرير حقيقي، لا على نموذج مصغر.
ومن
مميزات إستخدام الأفلام في البيان العملي أن القائم بتقديم البيان العملي في
الفيلم هو لاشك خبير فيما يقدمه، وقد يصعب استضافته شخصيا لتقديم هذا البيان
العملي أمام التلاميذ. كذلك يستطيع المدرس استخدام الفيلم عدة مرات، ليشاهده عدد
كبير من الفصول، ويوفر بذلك الخامات المستعملة في البيان العمل، والوقت اللازم
للإعداد في كل مرة، وقد يساعد الفيلم في عرض أشياء غالية، أو من الصعب إحضارها إلى
الفصل.
متى يستخدم الب لبيان العملي؟
يتضح مما سبق أن البيان العملي يصبح ضروريا، عندما
يهدف إلى تعليم التلاميذ طريقة عمل شيء، ويرى أن رؤية وسماع طريقة العمل أفضل من
سماع الشرح النظري. وقد يلجأ المدرس إلى
هذه الطريقة كمقدمة لدرس عملي، يقوم التلاميذ بعدها بالتمرين على العمل في المفمل،
أو قد يمتفي المدرس بالبيان العملي دون المعمل، إذا لم يتسع الوقت لذلك، أو إذا لم
تتوافر الميزانية لشراء خامات تكفي لدرس معمل.
وأحيانا يحتاج المجرس لإعطاء بيان عملي خلال الدرس،
إذا راء أن بعض التلاميذ يحتاجون لذلك. وعليه عندئذ أن يقرر ما إذا كان من الأفضل
إعطاء البيان العملي لكل تلميذ على حدة، عنجما يحتاج إليه أو المجموعات صغيرة من
التلاميذ، أم يطلب من جميع التلاميذ التوقف عما يقومون بعمله والانتباه إلى البيان
العملي، يقوم فيه المدرس بشرح طريقة عمل شيء ما.
إن
الطريقة الأولى تضيع وقت ومجهود المدرس ، لأنه يكرر العمل والشرح عدة مرات، ولكنه
يفيد التلميذ الذي يجيء الشرح في وقت هو محتاج إليه. أما الطريقة الثانية فهي تريح
المدرس، لأنه يشرح مرة واحدة للجميع، ولكنه يقطع على يعض التلاميذ تسلسل أفكارهم
ويضطرون للتوقف فيما يقومون بعمله، للإستماع إلى شرح، قد لا يكونون في حاجة إليه
في تلك اللحظة.
وعلى
المدرس أن يحاول إدارة وتنظيم وقت الدرس، بحيث يجيء البيان العملي في أول الدرس
بقدر الإمكان، ضمانا لانتباه التلاميذ وقبل انشغالهم بأعمال مختلفة، ولكن ليست هذه
بقاعدة ثابتة، وعلى المدرس أن ينظم درسه
بالطريقة التي تحقق أكبر فائدة للتلاميذ.
وتتخلص أهداف البيان العملي في أنه يستعمل للأغراض
التالية::
1. عندما يهدف المدرس إلى تحديد مستوى معين لعمل
شيء ما.
2. توضيح خطوات وطريقة عمل شيء ما
3. مساعدة التلاميذ على تقدير كمية الوقت اللازمة،
لإعداد وتجهيز عمل (صنف) معين.
4. تحديد محتويات للعادات السلوكية أثناء العمل.
5. توضيح معنى بعض التعبيرات والمصطلحات التي يصعب
شرحها نظريا
6. تدريب التلاميذ على دقة الملاحظة والتعلم عن
طريق المشاهدة.
7. إعطاء الفرصة للتلاميذ لتحليل ونقد ما يقدم
أمامهم
8. إثارة رغبة التلاميذ وتشويقهم لتجريب ما يقدم في
البيان العملي.
9. توفير الوقت والجهد والتكاليف التي يحتاجها
تدريس بعض أجزاء من المنهج، لو اتبع المدرس طريقة العمل.
1.- عمل بعض التجارب التي قد تكون فيها خطورة على
التلاميذ، مثل: استعمال بعض الأجهزة الكهربائية الحديثة، أو المواد الحارقة أو القابلة
للاشتغال.
خطوات البيان العملي
على المدرس قبل اختيارة هذه الطريقة أن يتأكد من
مجموعة نقاط، أهمها:
1. هل تصلح طريقة البيان العملي لتدريس هذا الجزء من
المادة الدراسية؟ وهل هي أفضل طريقة
لتحقيق ذلك؟
2. هل تتوفر في المدرسة الأدوات والأجهزة اللازمة
للبيان العملي؟ وهل تعمل تلك الأجهزة بصورة مرضية؟
3. هل يتسع المكان للتلاميذ، بحيث يستطيع كل منهم
مشاهدة البيان العملي بوضوح؟
4. هل يتسع الوقت للقيام البيان العملي بسرعة
المناسبة، تتيح الفرصة للتلاميذ لمتابعة وفهم كل خطوة؟
5. هل من الممكن إعداد بعض مراحل العنل قبل البدء
في البيان العملي، مما يوفر الوقت ويسمح بتسلسل خطوات العمل؟
6. هل يحتاج البيان العملي إلى تحضير بعض الوشائل
التعليمية، التي تزيد من وضوح الرؤية أو الشرح؟
وبعد مراعاة ما ورد في الأسئلة السابقة من
اعتبارات.. يبدأ المدرس في التخطيط للبيان العملي، ويتضمن البيان العملي ثلاث مراحل:
أولا: الإعداد
يتطلب البيان العملي تخطيطا دقيقا للإجراءات
والخطوات التي ستعرض أمام التلاميذ. كذلك يجب حصر كل الأدوات والأجهزة اللازمة
للبيان العملي، زالتأكد من صلاحيتها للعمل، ثم إعداد مكان العرض وترتيب الخامات
والأدوات تبعا لتسلسل استعمالها، بحيث تكون واضحو للمشاهدين، وأن يترك مكانا كافيا
لعمل مقدم البيان العملي. ويستحسن تجميع الخامات والأدوات اللازمة لكل خطوة في
العمل على حدة، فمثلا عند القيام بتقديم بيان عملى لطريقة إعداد طبق من الأطباق،
يفضل تجميع الأواني والخامات والأدوات، التي ستستعمل في المرحلة الأولى من العمل
على صينية، وتجميع الأدوات والخامات اللازمة للخطوة الثانية عبى صينية أخرى..
وهكذا، بحيث يسهل على مقدم البيان العملي تنظيم عمله وعرض الأشياء التي يستعملها
أمام المشاهدين، بدلا من ازدحام المكان بكل الأدوات والخامات.
وتصميم
المنضدة التي يستخدمها المدرس لعرض البيان العملي، بطريقة تساعد على حسن ترتيب
خطوات العمل، وعلى توضيح الرؤية للمشاهدين، فتصمم بمجموعة من الأرفف التي يسهل
سحبها كالأدراج، لوضع الصوانى المجهزة للعمل حسب ترتيب استعمالها، وإعادة كل صينية
بما عليها من أدوات بعد الإنتهاء منها، محافظين بذلك على مكان العمل أمام
المشاهدين مرتبا وغير مزدهم، مما يساعد على التركيز الإنتباه على كل خطوة أثناء
العمل.
يتضمن الإعداد كذلك ترتيب المكان يسمح للمشاهدين
رؤية العمل بوضوح، وهم جالسون إن أمكن، وتنظم الكراس بحيث لا يحجب تلميذ الرؤية عن
زميله.
بما
أن البيان العملي هو عرض طريقة عمل شيء .. فيجيب أن يتأكد المدرس من لأن كل تلميذ
يستطيع مشاهدة خطوات العمل جيدا، ولذلك يراعي توفير الإضاءة في الحجرة، مع عدم وضع
الإضاءة القوية البراقة التي تتعب العين وترهق المشاهدين.
يضطر
المدرس أحيانا إلى إعداد نموذج مكبر لما يشرحه في البيان العملي، ففي درس عن عمل
عروة أو غرزة تطريز مثلا تستخدم المدرسة نسيجا يختلف عما في أيدي التلميذات.
وعليها عندئذ أن توضح هدف تكبير النموذج، وأنه لإيضاح خطوات العمل (أي إن هذا
النموذج يعتبر وسيلة تعليمية)، وبعدها تمر المدرسة على التلميذات لإعادة الشرح على
نموذج، يماثل في الحجم ما تقوم به التلميذات.
وعلى
المدرس أن يتجنب، بقدر الإمكان ، استخدام نماذج التلاميذ للشرح عليها، حيث يؤدى
ذلك إلى حرمان التلميذ الذي يستخدم المدرس نموذجه من التمرين أو العمل ، ويجوز هذا
فقط إذا كانت هناك فرصة أمام التلميذ لتكرار الخطوة نفسها مرة أخرى. وكثيرا ما
نشاهد التلاميذ يتسابقون لكي يقوم يقوم المدرس بالشرح والعمل في نماذجهم، وقد يؤدي
ذلك إلى تكوين زوح الاستغلال والاتكالية والأنانية بينهم.
بعد
إعداد كل ما يلزم للبيان العملي من مكان وأدوات وخامات.. يقوم المدرس بوضع تخطيط
زمنني لمراحل العمل، فيحدد الوقت اللازم لكل خطوة في البيان العملي، وموعد البداية
والنهاية، والوقت المناسب لعرض أي وسائل تعليمية ستستخدم... إلخ.
ثانيا: القيام بالعمل.
يبدأ تقديم البيان العملي بمقدمة قصيرة ، يشرح فيها
المدرس أهداف البيان العملي بطريقة جذابة
وشيقة، بحيث تثير انتباه المشاهدين وحماسهم لرؤية البيان العملي. وعلى المدرس أن يربط بين البيان
العملي واحتياجات التلاميذ، مما يشعرهم بأهمية بل وضرورة هذا البيان، ومن المفضل
أن تكون المقدمة بسيطة ومختصرة، حتى لا يضيع الحماس قبل بدء العمل، وعادة ما يوضح
مقدم البيان العملي ما إذا كان يسمح بأسئلة خلال العمل، أم أنه يفضل أن تحدد فترة
في النهاية للاستفسارات والمناقشة.
في
البيان العملي أماك مجموعات كبيرة، يفض تأجيل الأسشلة حتى النهاية، بينما لا مانع
من تخلل الأسئلة والمناقشات للعمل في حالة المجموعات صغيرة العدد.
عند
تحديد المدرس لأهداف البيان العملي، عليه ألا يقتصر فقط على توضيح أنواع النشاط
الذي ستقوم به، وإنما ينبغي أن يوضح أيضا الأهداف والتغيرات السلوكية المراد
إحداثها في التلاميذ نتيجة لمشاهدة هذا البيان، بمعنى أن يعرف كل تلميذ مسئولياته،
وما يتوقعه المدرس منه من سلوك إدراكي أو حركي أو وجداني بعد مشاهدة البيان. ويؤدي
هذا التوضيح للأهداف، التي تستهدف تركيز انتباه التلاميذ وحرصهم على توجيه الأسئلة
الذكية، وتساعدهم على تحقيق هذه الأهداف.
2- العمل أو التنفيذ:
من لاقواعد العامة التي تساعد على نجاح البيان
العملي ما يأتي:
1. توضيح خطوات العمل خطوة بدقة وبوضوح، وفي تسلسل. وقد يساعد تدوين تلك الخطوات على السبورة خطوة بعد الأخرى التلاميذ على تتبع العمل في يسر.
1. توضيح خطوات العمل خطوة بدقة وبوضوح، وفي تسلسل. وقد يساعد تدوين تلك الخطوات على السبورة خطوة بعد الأخرى التلاميذ على تتبع العمل في يسر.
2. مصاحبة الشرح للعمل في كل خطوة، فيتحدث مقدم
البيان العملي وهو يعمل، ويفترض الأسئلة المختلفة التي قد تدور بأذهان المشاهدين
ويجيب عنها، وهو كذلك يسأل بعض الأسئلة بهدف إسارة تفكير المشاهدين وتوقعهم
للخطوات التالية، وللتفكير في استعمالات مختلفة للعمل الذي ينفذ أمامهم.
3. استعمال لغة مناسبة لسن ومستوى المشاهدين، بحيث
يفهمها كل مشاهد.
4. العمل بسرعة مناسبة لتوضيح كل خطوة، بحيث
يمكن لكل مشاهد متابعة العمل.
5. استعمال أدوات وأجهزة من الحجم والنوع نفسه،
المتوقع أن يستعمله التلاميذ ( وقد سبق الكلام عن هذه النقطة في مرحلة الإعداد
للبيان العملي).
6. مراعاة اتجاه خطوات العمل، بحيث تتماثل مع اتجاه
المشاهدين (وأيضا سبق شرح هذه النقطة)
7. مراعاة عرض خطوة واحدة أو إجراء واحد، يتضمن
مجموعة خطوات مترابطة في كل بيان عملي. بمعنى عدم تقديم إجراءات معقدة أو تطبيقات
منوعة في بيان عملي واحد. ويتوقف ذلك إلى حد كبير على عمر، ومدى نضج المشاهدين،
فمثلا قد يصعب على تلميذة المرحلة الثانوية أن تتستوعب بيانا عمليا، تعرض فيه
المدرسة طريقة رسم موديل على الباترون، وتشريح الباترون، ووضع أجزاء الباترون على
القماش ثم قصة.. ولن يؤدي ذلك إلى توفير الوقت كما قد يتراءي للبعض، وإنما هو في
الواقع مضيعة له، حيث ان المدرسة ستضطر لإعادة معظم هذه الخطوات لبعض التلميذات.
8. يجب أن يلخص مقدم البيان العملي خطوات العمل من
آن لآخر، حتى يسهل على المشاهدين متابعته.
9. يجب أن يرى المشاهدون المنتج النهائى في صورة
متكاملة واقعة، حتى يتمكن من أداء الخطوات نفسها وإنتاج المنتج نفسه.
1.- قد يكون من المفيد إعطاء المشاهدين مذكرات
مكتوبة عن خطوات العمل، وقد تكون رسوما توضيحية تمكنهم من متابعة العمل وفهمه
ثالثا: إنهاء البيان العملي:
بعد الانتهاء من تقديم البيان العملي، يقوم المقدم
بإعادة تلخيص النقاط المهمة الواجب التركيز عليها، عند القيام بهذا العمل. وقد
يوزع نماذج أو (عينات) مما أنتاج على المشاهدين لإبداء الرأى، قد ينهى المقدم
البيان بشرح مزيد من الاستخدامات أو التطبيقات لما قدمه، ثم يفتح باب المناقشة أو
الأسئلة من المشاهدين، ويتولى الإجابة عنها.
وفي
دروس التربية الأسرية (الاقتصاد المنزلى) كثيرا ما يتيح البيان العمل ي فرصة
للتلميذات لأداء العمل نفسه، أو لعمل تطبيقات مشابهة له، وقد يكون عمل التلميذات
أو المعلم في درس البيان العملي نفسه، أو في دروس لاحقة.
:: من الكتاب : اتجاهات حديثة في المناهج وطرق التدريس، الدكتورة كوثر كوخك.